نور النبوة يتجلى
من أهم العلامات المبشرة بنبوة الحبيب (( ص )) ما رآه " بحيرى " الراهب المتعبد في صومعتخ في "بصرى " جنوب الشام - ما رآه من أمارات النبوة التي قرأها في التوراة و الإنجيل قبل تحريفهما ، تلك الأمارات التي يعرفها أحبار و رهبان أهل الكتاب ، و قد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بأن هؤولاء يعرفون النبي (( ص )) مما يقرأون في كتبهم عن صفاته (( ص )) كما يعرفون أبناءهم ، قال تعالى من سورة البقرة ، الآية ( 145 ) : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون [b]} ، بل ورد في صورة الصف ، الآية ( 6 ) أن عيسى عليه السلام و الصلاة بشر باسم " أحمد " الذي يأتي بعده : { [b]و إذا قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }.
و ملخص قصة " بحيرى " و تبشيره بنبوة الحبيب (( ص )) أن أبا طالب أراد أن يخرج يوما في تجارة له إلى الشام ، فتشبث به ابن أخيه ، و رغب في مصاحبته ، فكان له ما أراد ، و لما بلغت القافلة " بصرى " المذكورة من قبل ، و رأى " بحيرى " محمدا (( ص )) البالغ عندئذ 12 عاما ، أبصر نور المبوة و علاماتها عليه ، فنصح عمه أبا طالب أن يرجع به إلى مكة ليجنب ابن أخيه أذى لالأشرار من أحبار اليهود حين يرون علامات النبوة ، التي قرأوها في كتبهم ، بينة ظاهرة على الحبيب المصطفى (( ص )) ، فقفل أبو طالب راجعا بابن أخيه إلى مكة .