التراث
هو كل ما وصل إلينا من الماضى داخل الحضارة السائدة. فهو قضية موروث .وفى نفس الوقت قضية معطى حاضر على عدد من المستويات, وهو حاضر فينا أو معنا من الماضى , ماضينا نحن أو ماضى غيرنا , القريب منه أو البعيد ..
التراث هو كل ما ورثناه تاريخيا من الأمة التى نحن إمتداد طبيعى لها .وبحد التجريد.التراث هو وعى التاريخ وحضوره الشعورى فى الكيان الفردى أو الجمعى .
وهذا يعنى أن التراث ليس كل ما وصل إلينا من الماضى , وإنما هو كل ما وصل إلينا من الماضى وله خاصية الفعل والتأثير فى حياتنا وعلى أفكارنا ومفاهيمنا وتصوراتنا . والذى لا يمتلك هذه الخاصية لا يصدق عليه وصف التراث , بالمعنى الوظيفى للتراث
ومن هنا جاءت الجدلية التى وصفت تارة بجدلية التراث والعصر, ومن تارة أخرى بجدلية التراث والحداثة أو بجدلية التراث والتجديد. فالتراث هو من جهة ينتمى الى الماضى من حيث النشأة والتكوين ,ومن حيث الإطار الزمنى والتاريخى,ومن جهة أخرى هو مؤثر فى العصر
وفى حياتنا الفكرية بالذات , ومؤثر فيها بقوة تفوق العديدمن المؤثرات
التى تنتمى إلى عصرنا .
وكلما تغيرت الحاجات الفكرية تغيرت معها طبيعة ما يستدعى ويطلب من التراث
والذى أراه أن التراث يقال للشئ الذى يمكن أن يورث,أى الذى له قابلية النقل والإنتقال من جماعة الى جماعة أخرى,ومن جيل الى جيل أخر,ومن الماضى الى الحاضر. وهذا ما نستفيده من الحقل الدلالى لكلمة التراث.
وهذا المعنى يكون التراث موضوعه الإنتقال. والإنتقال تارة يكون ماديا كانتقال المال والأملاك من الإنسان الميت الى ورثته الأحياء.
وتارة يكون معنويا كانتقال الحسب والنسب والشرف,وتارة يكون ثقافيا
وهذ هو الذى يتصل بموضوعنا
لهذا نقول إن التراث هو ما له خاصية وقابلية الإنتقال من الماضى الى الحاضر, الإنتقال الذى تكون له خاصية الفعل والحركة والتأثير.
وهذا الإنتقال إما أن يكون لاعتبارات مرتبطة بالحاضر ومقتضايته,و إما لإعتبارات مرتبطة بالتراث نفسه من جهة طبيعته وقيمته